عجباً فقد كنت قد ذهبت للتسوق, في حين انا كذلك إذ بي أرى امراة عجوز تحمل اغراضا ثقيلة, فعرضت عليها مساعدتي فشكرتني بقولها: اكون شاكرة فعلا لمساعدتك يا بُنيّتي.
عندما نظرت الي عيني العجوز احسست وكأن شعورا يخالج انفاسي ويقول لها ابتسمي ابتسمي, فضحكت للعجوز وبسمتي تعلو شفتاي, ففاجأتني بسؤالها: "هل انت حقا سعيدة وفرحة؟" ,اجبتها: " نعم يا خالة" فقالت:"لا والله اني لارى في عيونك الحزن والملل والتعب", كيف كيف عرفت يا خالة بذلك؟ اجابتني: "ان نظرتك نظرة تحمل معاني كبيرة عيونك يملؤها الحزن واليأس والتعب, فقد خرجتِ من البيت فقط للترويح عن النفس ولا استغرب عدم وجود صديقتك الى جانبك فقد خانت, خانت تلك الصداقة التي لربما بل من المؤكد انها كانت ستروى للكبار والصغار على مر السنين, صداقة تملؤها الاخوّة الصدق والوفاء والحب الحب اهم ما تحمل الصداقة لكنها خانت العهد الذي كان بينكن فلا تيأسي يا صغيرتي فانت تظنين ان العالم قد انتهى مع انتهاء هذه الصداقة والتي استمرت لأكثر من سبعة سنين لا تيأسي فهنالك من يتمنون ولو ابتسامة عذبة من وجهك البريء . رددت عليها وشفتاي ترتجفان ,قلبي يدق بسرعة وقدماي ترتعشان: " لا اعرف لا اعرف يا خالة" , ثم هدئنا لبرهة واكملت انا بقولي: " خالتي لماذا نسيت يوم احتفلنا بنجاحنا معا؟! , لماذا نسيت يوم وُبّخت كل منا على تأخرها على البيت حتى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا فقد كنا قد سهرنا في مكاننا المنحوت عليه أسماؤنا نحن الاثنتان, لماذا نسيت ان كل منا تحمل اسم الاخرى على سلسلة جميلة قد وضعت في قلوبنا ولماذا نسيت يوم تعاهدنا ان صداقتنا ستبقى وتدوم وسنحييها حتى موتنا معا". عندما كدت انهي كلامي واذ بدمعة نزلت من عيني دمعة ساخنة دمعة الشعور بالسذاجة ودمعة تحمل الحزن بكل ما للكلمة من معنى... ما اصعب ان تشعر بان العالم بك يضيق وان تنظر حولك فلا تجد سوى نفسك.